الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة علي الوريمي وحديث "الرشوة ".. من كان بيته من زجاح لا يرمي الناس بالحجارة

نشر في  24 فيفري 2016  (10:45)

كان الرئيس السابق للترجي الجرجيسي علي الوريمي يدرك مسبقا أن نيّة ترشّحه لرئاسة جامعة كرة القدم في الانتخابات المرتقبة ليست سوى مجرّد فرقعة اعلامية قد لا تحدث وقعا كبيرا، والدليل أنه تدثّر منذ البداية بغطاء بيان "اللجنة الخماسية" مستمدا على ما يبدو بعض الأمل من اشعاع علي الحفصي وطارق الهمامي وأنور الحداد وماهر بن عيسى رياضيا في محاولة لشدّ الأنظار واثارة بعض اللغط حول اسمه..
الوريمي الذي نحترم شخصه عكس ما انتهجه من استهداف عشوائي لصاحبة الجلالة، خالف المنتظر بظهوره في تصريح اعلامي مثير للشفقة حين اتهم الجريء ومن ورائه رجالات مهنة الصحافة بالارتشاء والتمعّش حتى يضمنوا لرئيس الجامعة حاليا مزيد البقاء في منصبه.
وبقطع النظر عن تقييم أداء الجريء الذي انتقدناه سابقا وعرضنا نقائص مكتبه بالتفصيل الدقيق، فان وقع الكلام الخطير للوريمي يستوجب العودة اليه حتى لا يتواصل نزيف مثل هذا الهذيان الذي لا يمكن أن يصدر مبدئيا وأخلاقيا عمّن هو بمثل التكوين الأكاديمي لدكتور كعلي الوريمي..
هذا الأخير عاش معه الترجي الجرجيسي فترة انهيار بمراوحته بين الصعود والنزول من والى الرابطة الأولى،ثم انه حتى عندما قرّر خوض غمار السياسة في الانتخابات التشريعية الفارطة تحت جلباب "التحالف الديمقراطي" فانه خرج خالي الوفاض في ظل انحسار شعبيته لدى المقربين منه وعدم قدرته على الاقناع ببرنامج واضح، وهو ما سيعجز عنه حتى رياضيا مهما حاول عبثا أن يحلم بغير ذلك..
مشكلة الوريمي وأمثاله من الباحثين عن "البوز" والاثارة، أنهم فاقدون للأليات التي تجعلهم محلّ اهتمام لتسيّد المشهد الرياضي، وعوض قذف الصحفيين مما تسبب في نية مقاضاته، فانه ظل عاجزا عن طرح برنامج انتخابي واقعي لمحاولة اصلاح المشهد القاتم في كرة القدم التونسية، وكم تمنينا حقّا أن يبادر الدكتور بتقديم وصفة للعلاج، ولكنه عمّق الداء باطلاق كلام أجوف بصفة عشوائية دون تمحّص ولا تثبت..
الأن يبدو حريّا بالوريمي أن يسحب مثل هذه القذارات اللفظية التي بدرت منه وأن يعتذر عن صنيع مشين، فالرشوة المتغلغلة في عدة قطاعات مثلما يدّعي الكثيرون لا يجب أن تطلق كتهمة في ظل غياب الأدلة والاثباتات، والا فان الأمر مردود على أصحابه مثل الوريمي، وكما يقول المثل : "من كان بيته من زجاح لا يرمي الناس بالحجارة"..

طارق العصادي